الفقراني .. يعاني .. ويفتقر للحرية

الفقراني .. يعاني .. ويفتقر للحرية
ناطق نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة
إبن العم السيد / علي عبدالوهاب الطراونة ، الملقب ب ( الفقراني ) و ( إصحي يا قرية ) ، انا وإياه بنفس العمر تقريباً ( ٧٣ ) سنة . عرفته عن قرب عام ١٩٧٦ ، أي قبل ( ٥١ ) عاماً .
أعرفه عصامياً ، يعشق الحرية وأرض الوطن قبل سمائه . أردني حُر ، كريم ، سخي ، ودود ، لديه نفحات من الفكر القومي ، ويعشق العروبة لأن الأردن أحد حلقاتها ، ولم يسبق له ان إنتظم الى أي حزب سياسي مطلقاً .
إختار حياة الشقاء على الإستجداء . ترك دراسته الجامعية في بيروت ، واحترف قيادة الشاحنات لان والده عليه رحمة الله كان يمتلك إحداها .
الفقراني ، وهو لقب للفخذ الذي ينتمي اليه من قبيلة الطراونة الذين يسكنون في بلدة المزار الحبيبة . أكثر توصيف يشبهه انه مثل ( الفلو ) المُهر البري . يكره القيود ، ويرفض الحدود ، كما انه من طائر مولود .
الفقراني ، عشقه لوطنه الصغير أطاح به ، وأدخله غياهب السجون . مع انه إنسان بسيط مسالم جداً ، قلبه لا يقوى على رؤية عصفور يُذبح .
مشكلة الفقراني انه يعشق وطنه ، وفي فيديوهاته كان يعتقد مخطأ انه يمكنه المساهمة في إنقاذ وطنه من بعض الشرور والمخاطر الداخلية والخارجية . فعبّر بلغته البسيطة ، وبعده عن العمق السياسي ، وعدم معرفته بدهاليز السياسة ، وبعده عن الإحتراف الاعلامي .
إعتقال الفقراني ، قتل الطيبة ، وصدق الانتماء للوطن ، وتلقائية حب الوطن دون مِنّة ، ودون إنتظار جزاء او تكريم او تحقيق مصلحة .
قوة الفقراني تكمن ببساطته وتلقائية تعابيره ، وهذه من أحد أهم أسباب نجاحه وانتشاره .
لا تقتلوا النقاء ، لا تعاقبوا الطيبة والبساطة ، لا تجهزوا على السخاء بالإنتماء .
لا تحرمونا ممن عزّ نظيره في اسلوبه . لا تُلجموا حنجرة تصدح بالحق . لا تُخرسوا صوتاً وطنياً نقياً صادقاً طيباً . هو ليس له القدرة على مناطحتكم ، ومناكفتكم ، ولا يعرف دهاليزكم ، هو يفتخر ببساطة إنتمائه لوطنه ، خطأه انه اعتقد مخطئاً ان حصانته تكمن في صدق إنتمائه لوطنه .
نيابة عن الفقراني ، الفقير الى ربّ العباد أناشد كل الأحرار الشرفاء من المسؤولين ذوي العلاقة بموضوع حبسه ان ينتخو لفك الفقراني من ضيقته التي ليس له قدرة على تبعاتها وتكاليفها المادية والنفسية والصحية ، حتى ضلوعه المُتعبة لا تقوى على قسوة السجن . هل يقبل بلد النشامى ان يُسجن فيه شيخٌ هَدّته سنين العمر الذي بلغ ( ٧٣ ) عاماً قضاها على ظهر شاحنة تطوف فيها عبر العديد من الأقطار ليسد رمقه ورمق اطفاله بلقمة شريفة لا يشوبها أية حُرمه .
لا تقتلوا أحراركم بخنقهم أحياء دون ذنب يستحق . الحرية ( للفلو ) البري الأردني الأصيل صاحب مقولة ( إصحي يا قرية ) إبن العم / علي عبدالوهاب الطراونة .