ناطق نيوز

القرالة يكتب…الميثاق الاقتصادي: حزب يفكر أبعد من الانتخابات

الميثاق الاقتصادي: حزب يفكر أبعد من الانتخابات

ناطق نيوز-كتب غيث القرالة

في بلد اعتادت فيه الأحزاب أن تعرف نفسها عبر الشعارات والبيانات خرج حزب “الميثاق الوطني” عن هذا السياق وقرر أن يصنع حدثاً غير مسبوق في الحياة الحزبية الأردنية مؤتمر اقتصادي وطني هو الأول من نوعه تنظمه جهة حزبية لا ليروج لنفسه بل ليقدم طرحاً اقتصادياً وطنياً يليق بتحديات المرحلة.

انعقد المؤتمر وحمل عنواناً واضحاً ومباشراّ “رؤية اقتصادية مستقبلية مستدامة”. ومنذ الجلسة الأولى كان واضحاً إن الحزب لا يبحث عن مجاملة بل عن إجابات حقيقية لأسئلة اقتصادية مؤجلة أربعة محاور ناقشها المؤتمر بجدية وعمق ريادة الأعمال، الاقتصاد الدائري، السياحة، والأمن الغذائي وكل محور لم يطرح كمادة نظرية بل كملف قابل للتطبيق والنقاش والتعديل وهذا بحد ذاته تحول كبير في طبيعة الخطاب الحزبي في الأردن.

ما فعله “الميثاق” يتجاوز حدود تنظيم مؤتمر هو وضع نفسه في موقع الحزب الذي يفكر ويخطط ويقترح وهو بذلك يعيد تعريف معنى أن تكون حزباً في الأردن لا أن تنتظر الانتخابات لتتحرك بل أن تكون شريكاً دائماً في صياغة القرار العام خصوصاً في ملف الاقتصاد الذي يمس يومياً حياة كل مواطن.

واحدة من اللمسات الذكية التي حملها المؤتمر كانت إطلاق جائزة الميثاق الوطني للمشاريع الريادية وهي ليست مجرد تكريم رمزي بل تعبير عن إيمان الحزب بأن الشباب ليسوا مادة للخطابة بل طاقة إنتاج وحلول متى ما أُتيحت لهم الفرصة والدعم.

وفي السياق ذاته أن المؤتمر لم يكن “احتفالية حزبية” بل مساحة مفتوحة للنقاش حضرها وزراء ونواب وخبراء اقتصاديون وشباب من مختلف القطاعات ما أضفى عليه طابعاً وطنياً جامعاً يعكس أن “الميثاق” لا يغلق الأبواب داخل مقراته بل يفتحها على الشارع والقطاع الخاص والمجتمع المدني وهي إشارة بالغة الأهمية لمن يفهم معنى السياسة الحديثة.

مجمل القول الميثاق الوطني لم يعد حزباً ينتظر دوره هو الآن يصنعه المؤتمر الاقتصادي الأول ليس حدثاً عابراً بل إعلان بداية لتحول حزبي حقيقي يخاطب الأردنيين بلغتهم اليومية الاقتصاد، العمل، الفرص، والخوف من المستقبل والأهم أنه حزب قال نحن لا نكتفي بالمطالبة بالتغيير بل نشارك في صناعته.